الصفحة الرئسية / المدوّنة / حلول إدارة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة
03 Oct 2021

حلول إدارة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة

يُعتبر نقل البضائع من المنتِج إلى المستهلك عملية طويلة ومعقدة. ورغم أن العملية قد تبدو بسيطة وواضحة الخطوات، بدءاً من تعبئة المنتج ومروراً بشحنه إلى المستودع ثمّ إرساله إلى العميل، يجب عدم التقليل من أهمية الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة، إذ يتطلب تحسين زمن وطريقة الشحن والتعبئة وعمليات المناولة وما شابه تنفيذ مجموعة من العمليات خلال عدة مراحل لنقل المواد من المنتِج إلى المستهلك، والتي تشكل معاً سلسلة الإمداد ويطلق على المهمة العامة لإدارة هذه السلسلة "الخدمات اللوجستية".

وتوفر الخدمات اللوجستية، على سبيل المثال، إمكانية نقل جوز الهند من مزرعة في هاواي إلى متجر بقالة في مونتانا من خلال مجموعة من المراحل، بما في ذلك الشحن والتخزين وعمليات الجدولة والمناولة الدقيقة لضمان عدم تلف الثمار قبل التسليم. كذلك، تتولى نقل الإمدادات الطبية من الجهة المصنعة إلى المراكز الطبية، مع إدارة سلسلة التبريد للقاحات التي يجب أن تبقى محفوظة تحت درجة حرارة معينة.

وغالباً ما تعمل الخدمات اللوجستية لسلسلة الإمداد في قطاع التجزئة، الذي يتمحور حول بيع البضائع مباشرة إلى المستهلكين من خلال قنوات متعددة تشمل عمليات البيع الإلكترونية والتقليدية. وعليه، يتولى مدراء الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة مسؤولية توجيه الموارد إلى كل قناة بما يتناسب مع الطلب، وتنظيم استراتيجيات التخزين، ومعالجة وضع الطلبات الإلكترونية، وتسليم طلبيات متاجر الجملة، وغير ذلك.

وقد بلغ إجمالي مبيعات التجزئة العالمية في عام 2020، 23.36 تريليون دولار أمريكي ما يمثل أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما تجاوزت مبيعات قطاع التجزئة الإلكتروني السنوية 3.53 تريليون دولار أمريكي، ويتوقع الخبراء أن تشكل التجارة الإلكترونية 22% من سوق مبيعات التجزئة العالمية بحلول عام 2023. وتُعد الخدمات اللوجستية عنصراً هاماً في قطاع التجزئة، حيث تتولى العديد من المهام، كما يمكنها التأثير على صافي الربح. ونستعرض في هذه المدونة أهمية الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة وتأثيرها على سير العمل.

برمجيات الخدمات اللوجستية

يجب على مدراء سلسلة الإمداد تتبع كل عنصر في جميع مراحل السلسلة. ويساهم العديد من منتجات البرمجيات المتوفرة وأدوات سلسلة الإمداد الرقمية في إدارة جميع مراحل شحن المنتج وتتبعها.

وتشمل الميزات التي توفرها برمجيات الخدمات اللوجستية ما يلي:

  • إدارة الطلبات: تتلقى هذه التقنية الطلبات من جميع قنوات البيع، لتقوم بتلبيتها وضبط عمليات التتبع والفوترة والاسترجاع بما يتكامل مع عمل شركات الشحن.

  • إدارة المخزون: تندرج مسؤولية تتبع كل عنصر مُصنَّع منذ لحظة دخوله في سلسلة الإمداد ضمن مهام إدارة المخزون، وتتيح هذه الميزة تحديد المكان المناسب لتخزين البضائع، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يرسل النظام المعتمد إشعارات ويُفعّل شحنات جديدة عند انخفاض المخزون من منتج معين في مستودع التوزيع أو متجر التجزئة.

  • إدارة المستودعات: تضم خدمات الإنتاج اللوجستية داخل المستودع أو مركز التوزيع مجموعة من العناصر المختلفة. وغالباً ما تقوم الماسحات الإلكترونية وأحزمة النقل والروبوتات بفرز المخزون وتوجيهه باستخدام برنامج ادارة المستودعات.

  • إدارة النقل: يتطلب نقل المنتجات من موقع إلى آخر اتباع الطرق المناسبة. وتسمح برمجيات إدارة النقل بتحديد إجراءات النقل، بما فيها الجدولة ومتطلبات المناولة الخاصة وتحسين المسار من خلال المزوّدين الخارجيين.

  • التنبؤ: يمكن لبعض الأدوات تتبع توجهات السوق وتمكين تخطيط الطلب بما يتوافق مع حالات مختلفة، مما يتيح لها إعداد الموارد وتوجيهها حسب الحاجة.

وتتمتع برمجيات الخدمات اللوجستية غالباً بالقدرة على جمع مختلف أنواع البيانات على امتداد سلسلة الإمداد بما يمكّن المستخدمين من تحديد مقاييس الكفاءة، وتحسين التكلفة، ورضا العملاء، وعادات الاستهلاك، وغيرها الكثير، ويتيح لهم إجراء تغييرات مدروسة لتحسين استراتيجية الخدمات اللوجستية الشاملة.

المهام الرئيسية لنظام الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة

تساعد أنظمة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة على تسهيل حركة المنتجات على امتداد سلسلة الإمداد حيث تضمن توفير المنتجات المطلوبة في المتاجر وعبر الإنترنت. وتشمل المهام الرئيسية لنظام الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة:

  • زيادة أنواع المنتجات في المتاجر، مما يتيح للعملاء تسوق العديد من المنتجات ضمن موقع موحّد، ويعزز تجاربهم المريحة، بالإضافة إلى تمكين المنتجين من إيصال منتجاتهم إلى عدد أكبر من العملاء.

  • الاحتفاظ بالبضائع في نقاط تخزين استراتيجية لاختصار الزمن الفاصل بين تقديم الطلب وتسليم المنتج للعميل، إذ تعزز سرعة تلبية الطلبات رضا العملاء وترفع نسبة المبيعات.

  • إرسال المنتج الصحيح إلى العميل أو المتجر الصحيح عن طريق تتبع جميع المنتجات بعناية، خاصةً وأن التكاليف قد ترتفع بشكل كبير نتيجة أخطاء الشحن والمنتجات المرتجعة. كما يمكن أن تكبِد الأخطاء شركات التجزئة خسائر في أعمالهم التجارية.

  • تحسين عمليات تنفيذ الطلبات بغرض زيادة الكفاءة وتقليل التكلفة، حيث يؤدي تعدد المكونات التي تتداخل في عملية نقل المنتجات من المنتِج إلى المستهلك إلى نشوء العديد من المواضع المحتملة لحدوث الأخطاء والعقبات والنفقات الإضافية. وبالتالي، يمكن لمدراء سلسلة الإمداد تقليل الانقطاعات والنفقات باستخدام برمجيات الخدمات اللوجستية وتطبيق الاستراتيجيات المُختبرة.

  • ضمان توافر البنية التحتية الضرورية، بما في ذلك المستودعات ووسائط النقل، إذ يتطلب تفعيل سلسلة الإمداد توافر متطلبات النقل والتخزين والإدارة التي تحافظ على سير عملها.

ويتمحور عمل أنظمة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة حول إيصال المنتجات من مراكز التصنيع إلى العملاء بكفاءة واستراتيجية ممتازة، مما يجعلها عوامل أساسية للحفاظ على الاقتصاد ككل. وسيتم تناول هذا الموضوع في قسم لاحق بمزيد من التفصيل.

فوائد الخدمات اللوجستية لسلاسل إمداد قطاع التجزئة

تشمل فوائد الخدمات اللوجستية لسلاسل إمداد قطاع التجزئة:

  • تعزيز إدارة المخزون: يصبح تتبع المخزون أسهل وأكثر موثوقية عند دمج العنصر البشري في سلسلة الإمداد حيث يتم إعلام شركات التجزئة عند انخفاض مستويات الإمداد مما يتيح لهم القيام بإجراءات إعادة تخزين البضائع وإعادة توزيعها.

  • تقليل زمن العبور: يمكن لأدوات تحسين المسار والموقع الاستراتيجي للمخزون أن تقلل من زمن العبور الإجمالي من المنتِج إلى المستهلك والزمن المستغرق بين طلب العميل والتسليم.

  • تحسين سلسلة التوريد: يساهم تواجد العنصر البشري في مراجعة جميع أجزاء سلسلة الإمداد والتأكد من فعالية الأساليب والإجراءات، وتحديد طرق من شأنها تبسيط العمليات.

  • منظور أفضل لسلسلة الإمداد: تتيح البرمجيات والأدوات اللوجستية لشركات التجزئة الاطّلاع على مختلف مراحل سلسلة الإمداد الخاصة بهم وتحديد مكان جميع عناصر المخزون داخل النظام.

  • تقليل المخاطر: يمكن لشركات التجزئة التقليل من الخطورة الإجمالية من خلال تطبيق استراتيجيات الخدمات اللوجستية التي تساعد على تلبية الطلبات خلال العطلات وتجنب الشحن الخاطئ لمنتج ما بكميات كبيرة وما يرافقه من تكاليف هائلة نتيجة إعادة هذه المنتجات.

  • منح ميزة تنافسية: يزوّد اجتماع كل هذه العناصر شركات التجزئة بميّزة تنافسية، حيث تؤدي القدرة على تتبع العملية التي يتم من خلالها وصول البضائع إلى المستهلك وإدارتها والتحكم فيها وتحسينها إلى زيادة مرونة النقل وتقليل التكاليف وتعزيز القدرة على تلبية طلبات العملاء.

كما تؤثر الخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى كل هذه المزايا، على العملاء بشكل مباشر، مما ينعكس على عادات التسوق وتكرار الأعمال.

تأثير الخدمات اللوجستية على خدمة العملاء ومستوى رضاهم

يُعد قطاع التجزئة مسؤولاً عن إيصال السلع الفردية إلى أيدي العملاء الذين يحظون حالياً بالعديد من الخيارات الخاصة بأماكن التسوق التي توفر المنتجات ذاتها أو منتجات شبيهة بها. لذلك، تخوض شركات التجزئة تنافساً دائماً لاستقطاب هؤلاء العملاء.

وتتنوع الطرق المتبعة لإقناع العميل بشراء منتج دون آخر. ويراعي العملاء عوامل مثل تلبية المنتج لمتطلبات الجودة والتكلفة والراحة أثناء التسوق، حيث تستقطب تلبية شركات التجزئة لهذه المتطلبات ولاء عدد أكبر من العملاء.

ويمكن أن تساهم الخدمات اللوجستية في تسهيل عمليات التسوق الإلكترونية أو توفير المواد في المتاجر التقليدية، كما يمكنها تسريع عملية الطلب وتقليل زمن الشحن وتخفيض تكاليفه، بالإضافة إلى تسهيل تقييمات العملاء وعمليات إعادة البضائع حسب الحاجة. وتشير الوقائع إلى استقطاب شركات التجزئة التي توفر أكبر قدر من الميزات اللوجستية المريحة لعدد أكبر من العملاء المميزين الباحثين عن تجربة مريحة وإيجابية.

حلول إدارة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة

ينتقل المنتج بين مراحل سلسلة توريد قطاع التجزئة، بدءاً من مرحلة المادة الخام ووصولاً إلى طرحه للشراء، ويتضمن ذلك المخزون والتعبئة والنقل والشحن والاستلام والتخزين والتنظيم والسلامة، والتي تتطلب جميعها إشرافاً فعالاً.

وتشتمل العملية على عناصر مختلفة. وتُعد الإدارة الفعالة لخدمات التجزئة اللوجستية لسلسلة الإمداد الطريقة الوحيدة والمؤكدة لتلبية طلبات العملاء.

حلول تقنية لإدارة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة

يكمن مستقبل إدارة سلسلة الإمداد في التقنيات المتطورة والقابلة للتكيف بحيث تلبي احتياجات ورغبات العملاء دائمة التطور.

وتمثّل أتمتة العمليات الآلية أحد الأمثلة على تقنيات سلسلة الإمداد وهي عبارة عن تقنية ذكاء اصطناعي تسمح للبرمجيات بالتعامل مع العديد من الخطوات المتضمنة في معاملات الشحن دون الحاجة إلى إدخال البيانات يدوياً. وتتيح أتمتة العمليات الآلية التعرف على بيانات ومعلومات الشحن وإدخالها والإجابة عليها، مما يعزز الاستجابة والتفاعل مع الأنظمة الرقمية الأخرى.

ويندرج ضمن الحلول التقنية الأخرى تقنية بلوك تشين، سجل الحسابات الافتراضي الذي يسمح بالتبادل الآمن وتخزين المعلومات المتضمنة في معاملات الشحن، حيث تتميز كل عملية بسجل رقمي؛ والمعلومات بكونها لامركزية وشفافة وغير قابلة للحذف، كما يتم تسجيلها وإتاحتها للأطراف المعتمدة بطريقة آمنة وفي الوقت الفعلي.

وتتوافق تقنية بلوك تشين مع جميع أجهزة التتبع وشبكات الاستشعار اللاسلكية والأنظمة المدمجة وحلول الأتمتة التي تشكّل إنترنت الأشياء. وتمكّن أجهزة إنترنت الأشياء المستخدمة في عمليات الإنتاج والتعبئة الشركات من تتبع ومراقبة المخزون وعمليات الشحن، كما تتيح التقنية لمدراء سلسلة الإمداد ضمان دقة المخزون، وتوفر للعملاء والموردين الوصول إلى السجلات في الوقت الفعلي.

التوجهات التي تقود حلول إدارة الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة

تشهد أنشطة التسوق الإلكتروني زيادة في عدد العملاء الذين يتوقعون ظهور المزيد من مواقع البيع الإلكترونية، لكن ووفقاً لمقال نُشر على منصة اتحاد التجزئة الوطني، أشار العملاء في استبيان حول ميزات بيع التجزئة عبر الإنترنت، إلى تفضيلهم بعض الميزات غير التقنية بشكل خاص، مثل الشحن المجاني (حوالي 70%)، وإعادة المنتج مجاناً (أقل بقليل من 50%).

وتحظى تجربة بيع التجزئة عبر الإنترنت بأهمية كبيرة عموماً، إذ قالت ميشيل إيفانز، الرئيسة الأولى لأبحاث العملاء الرقمية في يورومونيتور إنترناشيونال، في حديثها إلى منصة اتحاد التجزئة الوطني: "تؤثر تجربة العميل التقنية على نظرته للعلامة التجارية أكثر من أي عنصر آخر".

وتتحكم تكاليف النقل بالخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة، ويلعب الموقع الجغرافي دوراً رئيسياً في ذلك. وتتوفر في المراحل الأخيرة التي توافق نقل المنتجات من المستودع إلى الوجهة النهائية، خيارات شحن أفضل من ناحية التكلفة. كما يوفر التخزين عند الطلب المتحرّر من عقود الإيجار طويلة الأمد أو التكاليف الثابتة، المرونة التي لا تستطيع حلول التخزين التقليدية تحقيقها.