كيف تحمي عملك من الهجمات الإلكترونية: دليل أساسي لكل شركة
كيف تحمي عملك من الهجمات الإلكترونية: دليل أساسي لكل شركة
إن شركات التجارة الإلكترونية اليوم تواجه خطر التعرّض للهجمات السيبرانية أكثر من أي وقتٍ مضى، وخاصةً في ظل عالمنا الرقمي المترابط. وعلى اعتبار سلسلة التوريد جزءاً حيوياً من التجارة الإلكترونية، فقد أصبحت وبشكلٍ متزايد هدفاً رئيسياً لمجرمي الإنترنت.
وبينما تستمر التجارة الإلكترونية في النمو، تزداد تعقيدات سلسلة التوريد، مانحةً مجرمي الإنترنت فرصاً عديدة لاستغلال نقاط الضعف فيها.
تتعرّض الشركات في منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ خاص إلى خطر الهجمات السيبرانية. وفقاً لتقرير صادر عن شركة IBM، يبلغ متوسط تكلفة الهجمات الإلكترونية على منظمات هذه المنطقة حوالي 8.75 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعادل تقريباً ضعف متوسط التكلفة في العالم، والبالغ 4.88 مليون دولار أمريكي.
إضافةً إلى هذه الأضرار المالية، تشكّل التهديدات الإلكترونية مخاطر كبيرة على سمعة الشركات، مما يجعل من حماية سلسلة التوريد الخاصة بك ضرورة تجارية، وليست مجرد مسألة تقنية، نظراً للعواقب الكبيرة المحتملة عند حدوث أي هجومٍ إلكتروني ناجح.
إليكم الدليل التالي حول كيفية تعزيز أمان عملكم الإلكتروني، وخاصةً في ظل تزايد خطورة الهجمات السيبرانية على سلاسل التوريد في دول الخليج والعالم:
فهم المخاطر
تستهدف هجمات سلسلة التوريد الإلكترونية أضعف حلقة في منظومة أعمالك، والتي غالباً ما تكمن في شبكة الوصل بين الموردين والشركاء والمزودين الخارجيين. فمع تزايد اعتماد شركات التجارة الإلكترونية على الخدمات اللوجستية والتصنيع وأية خدمةٍ خارجية، تصبح الشركات أكثر عرضةً للهجمات التي تستهدف هذه الخدمات.
في عام 2020، كان الهجوم الإلكتروني على شركة SolarWinds دليلاً قوياً على هذا التهديد، حيث أظهر كيف يمكن للشركات الكبيرة والمستقرة أن تتعرض للاختراق من خلال الثغرات الموجودة في سلسلة التوريد الخاصة بها.
أما بالنسبة لشركات التجارة الإلكترونية، فقد يعني ذلك وجود خطر على بيانات عملائها، وتعطّل خدماتها، أو حتى تصنيع منتجات غير مضمونة، وبالتالي إلحاق أضرار جسيمة في سمعة الشركة وأموالها.
قدّر مسؤول حكومي في الإمارات أن مؤسسات القطاع العام تتصدى لمتوسط 50.000 هجوم إلكتروني يومياً، في حين يواجه القطاع الخاص من 2 إلى 3 أضعاف هذا العدد كل يوم. إن الخطر حقيقي ويتزايد مع مرور الوقت.
التهديدات الإلكترونية الشائعة لسلسلة التوريد
لا توجد حدود لذكاء وحيل مجرمي الإنترنت، لكن إليكم أبرز أشكال الهجوم الإلكتروني الشائعة للتعرف عليها:
اختراق المزودين الخارجيين: تعتمد شركات التجارة الإلكترونية على العديد من الموردين في عملياتها، بدءاً من شركات التصنيع وصولاً إلى شركائها في الخدمات اللوجستية. غالباً ما يستغلّ المهاجمون الثغرات الموجودة لدى شركات الموردين الأصغر حجماً، والتي قد تفتقر إلى امتلاكها لتدابير أمنية إلكترونية قوية.
هجمات التصيّد الاحتيالي: يمكن أن ينتحل المخترقون هوية أحد الموردين أو الشركاء من أجل خداع الموظفين ودفعهم للكشف عن معلومات حساسة أو الضغط على روابط ضارة.
هجمات برامج الفدية: يستهدف مجرمو الإنترنت شركات التجارة الإلكترونية أو مورديها عبر برامج فدية لاحتجاز أنظمتها أو بياناتها المهمة كرهائن.
إدخال البرمجيات الضارة: قد يُدرج المهاجمون أكواد أو برامج ضارة في المنتجات أثناء مرحلة التصنيع أو الخدمات اللوجستية، مما يؤثر على سلامة الخدمة أو المنتج النهائي.
أفضل الممارسات لحماية سلسلة التوريد الخاصة بك
رغم أن مجرمي الإنترنت يسعون دائماً للتفوق على خبراء الأمن السيبراني، لكن يمكن عادةً إحباطهم من خلال تطبيق البروتوكولات التالية والخاصة بإدارة مخاطر سلسلة التوريد:
1- استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأنشطة غير المعتادة
يعد نقل البيانات جزءاً محورياً من عمليات التجارة الإلكترونية، ما يجعل مراقبة البيانات في الوقت الفعلي أمراً ضرورياً لصد أي هجمات سيبرانية. ومع ذلك، لا يمكن للبشر تحليل كميات كبيرة من البيانات وبالسرعة الكافية لاكتشاف السلوك غير الطبيعي والأنشطة الضارة.
هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، فمن خلال استغلال تقنيات التعلم الآلي التي يمتلكها، يمكن لخوارزمياته تحليل الأنماط الطبيعية لتدفق البيانات في سلسلة التوريد، ومن ثم اكتشاف الأنشطة الغريبة، مثل طلبات الوصول غير المتوقعة، أو عمليات نقل الملفات المشكوك بها، أو التغييرات المشبوهة في سلوك النظام.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها تعزيز الأمن السيبراني في سلسلة التوريد الخاصة بك:
الاستفادة من منصة استخبارات التهديدات التنبؤية.
البحث الآلي عن التهديدات والاستجابة للحوادث السيبرانية.
تقييم المخاطر وتقييم الموردين.
تحسين إدارة الهوية والوصول (IAM).
المراقبة في الوقت الفعلي لأجهزة إنترنت الأشياء (IoT).
إجراء المحاكاة واختبار السيناريوهات.
معالجة اللغة الطبيعية لاستخبارات التهديدات (NLP).
2- إجراء تقييمات شاملة لمخاطر الموردين
يمثّل الموردون الخارجيون نقطة ضعف يمكن استغلالها لتنفيذ الهجمات الإلكترونية؛ لذا من الضروري فحص جميع الموردين والشركاء بعناية. ابدأ بتقييم بروتوكولات الأمن السيبراني لديهم: هل يتبعون أفضل الممارسات في هذا المجال؟ هل تعرّضوا لأية حوادث اختراق في الماضي؟ وما هي الإجراءات التي يتخذونها لمنع الهجمات الإلكترونية؟
يجب أن يتضمن البرنامج الرسمي لتقييم مخاطر الموردين عدة معايير أساسية، مثل تقييم سياسات أمن البيانات الخاصة بكل مورد، وتدابير التحكم في الوصول، وخطط الاستجابة للحوادث. يساعد ذلك في ضمان التزام كل شريك بمعاييرك، وعدم إدخال أي ثغرات أو نقاط ضعف غير مقصودة في سلسلة التوريد خاصتك.
إن الشراكة مع مزود خدمات لوجستيات الطرف الثالث (3PL) ستمنحك راحة البال فيما يتعلق بالجانب اللوجستي من عملك، وخاصةً إن كانت الشركة تمتلك سجلاً مثبتاً في مجال الأمن السيبراني للتجارة الإلكترونية، مثل شركة Shipa Delivery.
3- تطبيق نموذج أمان الثقة الصفرية (Zero-Trust Model)
يعتمد نموذج أمان الثقة الصفرية على مبدأ أن أي مستخدم أو نظام لا ينبغي الوثوق به بشكلٍ افتراضي، سواء أكان داخلياً أم خارجياً. وهذا يعني التحقق من كل معاملة وتفاعل واتصال يحدث مع الموردين والشركاء. عند تطبيق هذا النموذج، يمكنك تقييد الوصول إلى البيانات والأنظمة الحساسة لأولئك الذين يحتاجون إليها فقط وفي الوقت المناسب.
على سبيل المثال، يمكن للمصادقة متعددة العوامل (MFA) منع الوصول غير المصرح به إلى الأنظمة الرئيسية، حتى في حال اختراق بيانات اعتماد موظف أو مورد ما.
4- إنشاء قناة اتصال آمنة
غالباً ما يعترض المخترقون الاتصالات القائمة بين شركات التجارة الإلكترونية ومورديها. لذا إن أردت تخفيف هذه المخاطر، عليك بإنشاء بروتوكولات اتصال آمنة في عملك، كالبريد الإلكتروني المشفر أو منصات المراسلة الآمنة. يضمن لك ذلك حماية البيانات الحساسة من الاعتراض أو التلاعب، مثل بيانات أوامر الشراء ومعلومات الدفع والملكية الفكرية.
5- توعية وتدريب الموظفين
يعد الموظفون خط الدفاع الأول ضد الهجمات الإلكترونية، ولكن قد يكونون أيضاً الحلقة الأضعف إذا لم تدرّبهم بالقدر الكافي، إذ تُستَخدم هجمات التصيد الاحتيالي وتكتيكات الهندسة الاجتماعية بشكلٍ شائع لاختراق الموظفين، مما يمنح المهاجمين فرصة الوصول إلى البيانات الحساسة.
درّب الموظفين لديك بانتظامٍ حول كيفية التعرف على رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية، والروابط المشبوهة، وإدارة كلمات المرور بأمان. يمكنك أيضاً تقديم تدريب موجه للموظفين الذين يتعاملون مع الموردين أو مَن لديهم وصول إلى أنظمة إدارة سلسلة التوريد، على اعتبارهم الأكثر عرضة للهجمات الإلكترونية.
6- وضع خطة شاملة من أجل الاستجابة للحوادث
لا يوجد نظام محصن تماماً ضد الهجمات الإلكترونية، لذا من الضروري وضع خطة استجابة للحوادث واضحة ومحددة. في حالة حدوث اختراق، يجب أن تكون استجابتك سريعة ومنسّقة بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك شركائك في سلسلة التوريد.
حدّد خطوات واضحة لعزل الأنظمة المتأثرة بالاختراق، وأساليب فعّالة لإبلاغ العملاء والموردين، وطرق التخفيف من الأضرار المستقبلية. يمكن أن تساعدك خطة الاستجابة القوية للحوادث في تسريع عملية التعافي، وتقليل الآثار السلبية على عملياتك التجارية.
المراجعات والتحديثات المنتظمة
تتطوّر التهديدات السيبرانية باستمرار، مما يستدعي منك تطوير بروتوكولات الأمان الخاصة بك أيضاً. يُمكن لعمليات التدقيق الدورية للأنظمة الداخلية وأنظمة الموردين الخارجيين أن تُساعد في تحديد نقاط الضعف المحتملة قبل استغلالها. لذا حدّث أنظمتك، بما في ذلك البرمجيات والأجهزة، لضمان استخدام أحدث تصحيحات الأمان.
إضافةً إلى ذلك، أعد تقييم مخاطر الموردين بشكلٍ دوري من أجل مواكبة التغييرات في وضعهم الأمني السيبراني.
ابقَ حذراً
إن الحماية من الهجمات الإلكترونية على سلسلة التوريد هي عملية مستمرة تتطلب الحذر والتنسيق واستخدام التكنولوجيا المناسبة. إذ يعد تأمين سلسلة التوريد الخاصة بك أمراً ضرورياً للحفاظ على ثقة العملاء، وضمان استمرارية أعمالك، وتجنب الأضرار المالية الناجمة عن أي اختراق.
عند تطبيقك لأفضل ممارسات الأمن السيبراني المتعلقة بشركات التجارة الإلكترونية وتعزيز ثقافة الوعي الأمني، يمكنك حينها تقليل المخاطر بشكلٍ كبير، وحماية عملياتك التجارية الإلكترونية من التهديدات السيبرانية.
إذا كنت بحاجةٍ إلى المزيد من النصائح حول كيفية تأمين عملك أو ترغب في التحقق من تدابير الأمن السيبراني في سلسلة التوريد الخاصة بشركة Shipa Delivery، لا تترد في التواصل مع أحد أعضاء فريقنا. نحن نهتم بحماية عملك من مجرمي الإنترنت بقدر اهتمامك تماماً.